جدّدت المغنية البريطانية دوا ليبا مطالبتها الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على إسرائيل لوقف حربها على قطاع غزة، مشيرة إلى أن ما يواجهه الفلسطينيون منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يذكرها بالمآسي التي عاشها والداها في كوسوفو قبل الهجرة إلى بريطانيا.
وتقول ليبا في حوار أجرته مع مجلة “رولينغ ستون” الأميركية، إن القصص المؤلمة التي رواها والداها عن هروبهما من كوسوفو إلى بريطانيا تحت القصف، والتهديد بالموت الذي كان قادما من كل صوب، تتكرر في فلسطين حيث يموت الآلاف تحت القصف، ويُدفع الناس دفعا إلى هجرة شبيهة بهجرة أبويها من بلادهما.
وكانت ليبا -التي تعود أصولها إلى ألبان كوسوفو وتعدّ إحدى أشهر مغنيات البوب في العالم- في طليعة النجوم الذين وقّعوا رسالة مفتوحة إلى بايدن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى جانب كلٍ من: أيو إدبيري وجنيفر لوبيز وميليسا باريرا وآخرين.
موقف دائم
وأوضحت دوا ليبا أنها تقف مع فلسطين دائما، “فمشاعري تجاه النازحين حقيقية للغاية، وفي هذه اللحظة، علينا أن ننظر إلى عدد أرواح المدنيين الأبرياء التي فُقدت في غزة… لا يوجد عدد كافٍ من قادة العالم الذين يتخذون موقفا ويتحدثون عن الأزمة الإنسانية، ويطالبون بوقف إطلاق النار الإنساني الذي يجب أن يحدث”.
المغنية البالغة من العمر 28 عاما أضافت، “من السهل ألا تتحدث في السياسية بصراعات كهذه، فمعظم الناس يفضلون ألا يتحدث نجوم البوب في السياسة، إلا أنني أشعر بالحاجة إلى الحديث، ليس تحديا لهذه الفكرة فقط، ولكن بسبب الأزمة الإنسانية والمجازر التي نشهدها على الهواء مباشرة، وبسبب تاريخ عائلتي”.
وقالت ليبا إن السلوك السياسي لبعض الدول أثّر في حياتها بشكل شخصي، إذ اضطرت عائلتها للهجرة والاستقرار في بريطانيا، “فقد عشت في لندن لأن والديّ غادرا بسبب الحرب… أحس بالناس الذين يضطرون إلى مغادرة منازلهم. ومن تجربتي في كوسوفو وفهمي لما تفعله الحرب، لا أحد يريد مغادرة وطنه. إنهم يضطرون لذلك بحثا عن الأمان ولإنقاذ أسرهم، ورعاية الأشخاص من حولهم، من أجل حياة أفضل. لذلك أشعر أنني قريبة منهم”.
وكانت النجمة ذات الأصول الألبانية، دعت لإنهاء ما وصفته بـ “التطهير العرقي للشعب الفلسطيني” في 2021؛ حين اتُهمت هي والأخوات جيجي وبيلا حديد، لاحقا بمعاداة السامية في إعلان للحاخام شمولي بوتيتش من شبكة القيم العالمية، التي تديرها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
الجمهور والكتب
وفي شأن متصل، أبدت ليبا ضيقها من محاولات فرض نمط محدد لحياة مغني البوب، تظهر فيه و كأنها لا تعبأ بالقراءة أو المعرفة، “فلا أعرف ما إذا كان الناس يعتقدون أني أحب قراءة الكتب. إنهم لا يريدونك أن تكون واعيا. لا يريدونك أن تكون ذكيا. هناك ما هو أكثر بكثير بالنسبة لي من مجرد ما أفعله”.
ومنذ بداية مشوارها الفني في 2017، أطلقت المغنية البريطانية ناديا للكتاب، ونشرة إخبارية عن أسلوب الحياة، بالإضافة إلى تنظيمها مهرجانا موسيقيا دوليا في العاصمة الكوسوفية بريشتينا.
كما تصدرت عناوين الأخبار بسبب آرائها السياسية، حيث انتقدت موقف حكومة المملكة المتحدة بشأن الهجرة، ودعت إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ومن المقرر أن تظهر ليبا في حفل توزيع جوائز “غرامي” يوم 5 فبراير/شباط المقبل، حيث تغني إلى جانب فنانين؛ مثل: بيلي إيليش وأوليفيا رودريغو.
كما أن أغنيتها “رقص في الليل” (Dance The Night) في فيلم “باربي” مرشحة لنيل جائزة أغنية العام، وقد تحصل الأغنية -أيضا- على ترشيح لجائزة الأوسكار، عندما يُكشف عن القوائم القصيرة في 23 يناير/كانون الثاني 2024.