مر 25 عاما على بداية شركة غوغل في سكن لاري بيغ وسيرغي برين في جامعة “ستانفورد” عام 1998، قبل أن يطلب منهم مسؤولو الحرم الجامعي العثور على مكتب حقيقي بعد أن اشتكى قسم تكنولوجيا المعلومات في الجامعة من أنهما يستهلكان كل الموارد المخصصة للموقع الإلكتروني للجامعة.
بدأت غوغل رحلتها محركا للبحث في عام 1996، ومنذ ذلك الحين نمت الشركة بسرعة لتقدم عددا كبيرا من المنتجات والخدمات خارج نطاق البحث ويحتل العديد منها مراكز مهيمنة في السوق.
وتتناول هذه المنتجات مجموعة واسعة من حالات الاستخدام، بما في ذلك البريد الإلكتروني والتنقل والحوسبة السحابية وتصفح الويب ومشاركة الفيديو والإنتاجية وأنظمة التشغيل والتخزين السحابي وترجمة اللغات وتخزين الصور والمكالمات الصوتية والمرئية والمنزل الذكي والهواتف الذكية والتكنولوجيا القابلة للارتداء والبث والألعاب والتواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والسيارات الذاتية القيادة.
ولدى الشركة الآن 15 منتجا يخدم كل منها أكثر من نصف مليار شخص وشركة، و6 منتجات يخدم كل منها أكثر من ملياري مستخدم.
وأشير إلى الشركى على أنها أقوى شركة في العالم وواحدة من العلامات التجارية الأكثر قيمة في العالم بسبب هيمنتها على السوق، وجمع البيانات، والمزايا التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي.
محركات بحث
يفهرس محرك بحث الشركة مليارات صفحات الويب للسماح للمستخدمين بالبحث عن المعلومات التي يرغبون فيها عبر استخدام الكلمات الرئيسية.
وأعلنت الشركة في عام 2001 عن غوغل إماجيز (المعروف سابقا باسم غوغل إميج سيرش)، وهو محرك بحث للصور عبر الإنترنت يسمح للمستخدمين بالبحث في الشبكة عن الصور. وأضافت الشركة خلال عام 2011 وظيفة البحث العكسي عن الصور.
وأطلقت الشركة غوغل نيوز في عام 2002، وهي خدمة آلية لتجميع الأخبار والمقالات الإخبارية من مواقع الويب المختلفة وآلاف الناشرين والمجلات التي غيرت كيفية نشر الوسائط الرقمية وتوزيعها عبر الويب.
كما أطلقت في العام نفسه غوغل شوبنغ، وهو محرك للبحث عن المنتجات عبر المتاجر عبر الإنترنت، بحيث يتيح للمستخدم البحث عن المنتجات على مواقع التسوق عبر الإنترنت ومقارنة الأسعار بين البائعين المختلفين.
وقدمت غوغل عام 2004 خدمة غوغل بوكس التي تبحث في النص الكامل للكتب والمجلات الممسوحة ضوئيا والموجودة في قاعدة بياناتها وتعرض معاينات محدودة أو الكتاب الكامل حيثما يسمح بذلك.
واستحوذت غوغل في العام نفسه على غوغل إيرث الذي يوفر تمثيلا ثلاثي الأبعاد للأرض يعتمد بشكل أساسي على صور القمر الصناعي للسماح للمستخدم برؤية المدن والمناظر الطبيعية من زوايا مختلفة.
وخلال عام 2005 أعلنت غوغل عن غوغل مابس، وهي عبارة عن منصة لرسم خرائط الويب توفر صور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي وخرائط الشوارع وإطلالات بانورامية تفاعلية بزاوية 360 درجة للشوارع وظروف حركة المرور في الوقت الفعلي وتخطيط الطريق للسفر سيرا على الأقدام أو السيارة أو الدراجة أو الهواء ووسائل النقل العام.
ووفرت الشركة في عام 2007 تقنية غوغل ستريت فيو الموجودة في غوغل مابس وغوغل إيرث، حيث قدمت صورا بانورامية تفاعلية لصور الواقع الافتراضي المدمجة من مواقع على طول العديد من الشوارع في العالم، وأغلقت التطبيق المستقل للتقنية بسبب وجودها ضمن تطبيق ستريت فيو ستوديو والقدرة على استخدام ستريت فيو في تطبيق غوغل مابس.
وفي 2013، استحوذت غوغل على منصة وايز التي ظلت كيانا مستقلا، ولكن ميزاتها الاجتماعية -مثل منصة تحديد المواقع الجماعية- كانت بمثابة إضافة قيّمة مع غوغل مابس.
وأطلقت الشركة في عام 2016 مساعدها الافتراضي غوغل أسيستانت المستند إلى الذكاء الاصطناعي، حيث يمكنه المشاركة في المحادثات الثنائية الاتجاه، على عكس المساعد الافتراضي السابق للشركة المسمى غوغل ناو.
وأطلقت الشركة في 2023 روبوتها للدردشة العامل بالذكاء الاصطناعي بارد، الذي طورته الشركة ردا على ظهور روبوت الدردشة شات جي بي تي المملوك لشركة أوبن إيه آي.
الإعلانات
تعد الإعلانات بمثابة المصدر الرئيسي لإيرادات الشركة، حيث ساهمت بمبلغ 224.47 مليار دولار في إيرادات عام 2022، ويشمل ذلك مبيعات التطبيقات وعمليات الشراء التي تتم داخل التطبيق ومنتجات المحتوى الرقمي عبر غوغل ويوتيوب وأندرويد ورسوم الترخيص والخدمة.
وأسست غوغل في عام 2000 نفسها كقوة مهيمنة في مجال الإعلان عبر الويب مع إطلاق المنصة الإعلانية غوغل آدز، وهو نظام المزاد الرقمي الآلي الذي يسمح للمعلنين بالمزايدة بشكل فوري على أهم المواقع المدعومة في صفحة نتائج البحث في كل مرة يكتب فيها المستخدم مجموعة مختارة من الكلمات الرئيسية في شريط البحث.
وأطلقت الشركة في عام 2003 البرنامج الإعلاني السياقي لناشري الويب غوغل آد سينس الذي يتيح للناشرين تقديم إعلانات نصية أو صور أو فيديو أو إعلانات وسائط تفاعلية تستهدف محتوى الموقع والجمهور بحيث تكون ذات صلة بصفحات محتوى الموقع.
وسمحت الشركة في عام 2005 لأصحاب المواقع بتتبع مكان وكيفية استخدام الأشخاص لموقعهم عبر الويب من خلال خدمة تحليلات الويب غوغل آنالاتيكس، وهي حاليا بمثابة منصة داخل العلامة التجارية غوغل ماركيتنغ بلاتفورم.
وفي 2006، قدمت غوغل خدمة إحصائيات بحث الويب غوغل تريندز التي تحلل شعبية أهم استعلامات البحث في محرك بحثها عبر مختلف المناطق واللغات، حيث يستخدم موقع الويب الرسوم البيانية لمقارنة حجم البحث للاستعلامات المختلفة مع مرور الوقت.
كما أطلقت في 2007 برنامج غوغل آد سينس للأجهزة المحمولة، مستفيدة من سوق إعلانات الهاتف المحمول الناشئة.
وفي 2008، عززت غوغل إمبراطوريتها الإعلانية وهيمنتها في صناعة الإعلان من خلال الاستحواذ على دبل كلِك، فبالإضافة إلى خوارزمياتها لفهم طلبات البحث، استخدمت الشركة تقنية دبل كلك لعرض اهتمامات المستخدم وتوجيه الإعلانات إلى سياق البحث وسجل المستخدم.
الخدمات الاستهلاكية
في عام 2004، أطلقت الشركة خدمة البريد الإلكتروني جي ميل للجمهور بمساحة تخزينية تبلغ غيغابايت واحد مع إمكانات بحث متقدمة، مما أدى إلى تقليص القيود التي فرضتها منتجات البريد الإلكتروني المنافسة الشهيرة في ذلك الوقت، حيث كان حجم مساحة التخزين هذه التي تقدمها غوغل يزيد عن 100 ضعف ما تقدمه معظم خدمات بريد الويب المجانية الأخرى.
واستحوذت غوغل في 2006 على يوتيوب، وأثبتت عملية الاستحواذ أنها واحدة من أكثر عمليات الاستحواذ أهمية بالنسبة للشركة حيث تضخم موقع يوتيوب ليصبح حجر الزاوية في الثقافة الحديثة والحياة عبر الإنترنت، مما أدى إلى إنشاء صناعات كاملة وبدء الحياة المهنية لعدد لا يحصى من المبدعين.
وبصفتها منصة لترجمة النصوص والمستندات ومواقع الويب من لغة إلى أخرى، أطلقت غوغل في عام 2006 خدمة غوغل ترانسليت، حيث تستخدم محرك الترجمة الآلية العصبونية الذي يترجم الجمل الكاملة في وقت واحد.
وفي ذروة شعبية فيسبوك، حاولت غوغل تجربة إنشاء شبكة اجتماعية من خلال إطلاقها في عام 2011 للشبكة الاجتماعية غوغل بلس، التي حلت محل أداة المدونات الصغيرة غوغل بَز، ولكن الخدمة لم تحظ بالشعبية المطلوبة وافتقرت إلى قاعدة المستخدمين، الأمر الذي دفع الشركة إلى إغلاقها في 2019.
وأطلقت الشركة في 2012 خدمة تخزين ومزامنة الملفات غوغل درايف التي سمحت للمستخدمين بتخزين الملفات في السحابة، ومزامنة الملفات عبر الأجهزة، ومشاركة الملفات.
وفي 2012 أيضا، أطلقت غوغل بلاي، وهي خدمة توزيع رقمية تمثل المتجر الرسمي للتطبيقات المعتمدة العاملة عبر نظام أندرويد ومشتقاته، بالإضافة إلى كروم أو إس، كما تعمل كمتجر للوسائط الرقمية، حيث تقدم الألعاب والموسيقى والكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية.
الأنظمة التشغيلية
تُطور غوغل العديد من الأنظمة التشغيلية للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة والأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة التلفاز الذكية والسيارة ومجموعة من الأجهزة الذكية الداعمة لإنترنت الأشياء.
ففي 2005 استحوذت غوغل على أندرويد، هو نظام تشغيل محمول يعتمد على نسخة معدلة من نواة لينكس وغيرها من البرامج المفتوحة المصدر، وهو مصمم بشكل أساسي للأجهزة المحمولة العاملة باللمس، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وكشفت عنه الشركة في عام 2007، وظهر للمرة الأولى مع الإعلان عام 2008 عن إطلاق أول جهاز أندرويد تجاري إتش تي سي دريم.
وأطلقت الشركة في 2008 متصفح كروم لنظام التشغيل ويندوز، الذي وصل لاحقا إلى أنظمة تشغيل أخرى، وأصبح كروم الآن متصفح الويب المهيمن على مستوى العالم، حيث تبلغ حصة الاستخدام العالمية نحو 63.4%.
وأعلنت الشركة في 2011 عن كروم أو إس بصفته نظاما مفتوح المصدر مصمما بشكل أساسي لاستضافة تطبيقات الويب وتشغيله عبر أجهزة الحواسيب المحمولة، المعروفة الآن باسم كروم بوكس، وهو مشتق من نظام التشغيل كروميوم أو إس المفتوح المصدر، ويستخدم متصفح الويب كروم كواجهة مستخدم رئيسية.
وكشفت الشركة في 2013 عن نظام التشغيل غلاس أو إس، وهو إصدار من نظام التشغيل أندرويد مصمم خصيصا لنظارة غوغل غلاس.
الأجهزة
وفي 2010، أصدرت غوغل جهاز نيكسس ون، وهو أول هاتف يعمل بنظام أندرويد تحت علامتها التجارية الخاصة نيكسس، حيث صممت الشركة الأجهزة وطورتها وسوقتها ودعمتها تحت العلامة التجارية نيكسس ونفذتها الشركات المصنعة حتى توقف إنتاجها في 2016، واستبدلتها الشركة بعلامة تجارية جديدة تسمى بكسل.
وإلى جانب منتجات الهواتف الذكية الرئيسية، تضمن خط نيكسس أيضا حواسيب لوحية ومشغلات الوسائط.
وقدمت الشركة في 2013 جهاز كروم كاست دنغل الذي يسمح للمستخدمين ببث المحتوى من هواتفهم الذكية إلى أجهزة التلفاز.
وإلى جانب الهواتف الذكية وخدمات الويب، بدأت غوغل أيضا العمل على الأجهزة التجريبية، حيث كان المنتج الأكثر شهرة غوغل غلاس، وهي عبارة عن نظارات ذكية مزودة بجهاز حاسوب يمكن ارتداؤه يعمل على زيادة المعلومات في محيطك وتسجيل مقاطع الفيديو والصور.
وعرض سيرغي برين في 2012 تسجيلا مباشرا من القفز بالمظلة لإثبات قوة غوغل غلاس، ولكن الشركة أوقفت المنتج في 2015، وعلقت مبيعات الإصدارات المؤسسية من المنتج المطور في 2023.
وفي 2013، أعلنت غوغل عن كروم كاست كوسيلة صغيرة ورخيصة لبث الفيديو من الهاتف أو الحاسب إلى التلفاز.
خدمات المؤسسة
كما تعمل غوغل في مجال المؤسسات، حيث توفر العديد من الخدمات، مثل غوغل ورك سبيس غ، وهي عبارة عن مجموعة من أدوات الحوسبة السحابية والإنتاجية والتعاون والبرامج والمنتجات للشركات ومقدمي الخدمات التعليمية والمنظمات غير الربحية التي تتضمن إصدارات قابلة للتخصيص من العديد من منتجات غوغل التي يمكن الوصول إليها من خلال اسم نطاق مخصص.
وخلال عام 2008، أعلنت غوغل عن منصتها السحابية، وهي عبارة عن مجموعة من خدمات الحوسبة السحابية العاملة عبر البنية التحتية التي تستخدمها غوغل داخليا، مثل محرك البحث والبريد الإلكتروني ويوتيوب وغوغل درايف.
وإلى جانب مجموعة من أدوات الإدارة، فإنها توفر سلسلة من الخدمات السحابية المعيارية، بما في ذلك الحوسبة وتخزين البيانات وتحليلات البيانات والتعلم الآلي. وتوفر المنصة السحابية البنية التحتية كخدمة، والمنصة كخدمة، وبيئات الحوسبة دون خادم.
وطرحت غوغل في عام 2010 نوعا مختلفا من المنتجات تمثل في أسطول مكون من سبع سيارات تويوتا بريوس مزودة بأجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي كجزء من مبادرة الشركة لإنتاج سيارات يمكنها قيادة نفسها، وتحول هذا الجهد خلال السنوات القادمة إلى شركة وايمو.
واستحوذت غوغل في عام 2014 على مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي ديب مايند المطور للعديد من الأنظمة التي حصدت إعجابا كبيرا باعتبارها إنجازات علمية عالمية وأصبحت رمزا لطفرة الذكاء الاصطناعي الحالية.
وبشكل عام، تركز الشركة الآن على الذكاء الاصطناعي والإعلان عبر الإنترنت وتكنولوجيا محركات البحث والحوسبة السحابية وبرمجات الحاسب والحوسبة الكمومية والتجارة الإلكترونية والإلكترونيات الاستهلاكية.
وفي الختام، من البديهي أن نقول إن غوغل غيرت العالم خلال الـ25 عاما الماضية منذ تأسيسها، وأصبحت الآن بمثابة أرشيف عالمي يخزن تاريخنا كما هو، وبفضلها توسع إنشاء المعلومات وتخزينها بشكل كبير وأصبح لدى الأشخاص إمكانية الوصول إلى المعلومات ومشاركتها مع العالم بفضل ثقافة المشاركة التي كانت أساسية للإنترنت وفلسفة غوغل.