أضفت الجماهير السعودية والعُمانية أجواء احتفالية رائعة على مباراتهما الافتتاحية بملعب خليفة الدولي، ضمن مباريات المجموعة السادسة من منافسات بطولة كأس قطر آسيا 2023، والتي انتهت بفوز متأخر للأخضر (2- 1).
الأجواء الاحتفالية طغت عليها الدعابة، في ظل التلاحم بين جماهير البلدين، والمناوشات المرحة سواء بالدعابة والتوعد في أرض الملعب أو بالأهازيج الوطنية التشجيعية لكل منتخب.
في لحمة واحدة طافت الجماهير السعودية والعُمانية معا أنحاء الملعب قبل المباراة، وتبادلوا الهتافات والمناوشات التي وصفوفها بالدعابة وخفة الدم، بعدما رددت الجماهير العُمانية هتاف “واحد، اثنين، الكبسة راحت فين” لترد عليها الجماهير السعودية بهتاف “واحد، اثنين، الحلوى راحت فين”.
وبدت الجماهير السعودية والعُمانية بصورة منظمة في التشجيع سواء قبل أو خلال المباراة، وذلك عبر رابطة كل منتخب، فظهرت الجماهير السعودية بأهازيج جديدة ومتفردة في التشجيع مزجت بين الطرق العربية والأوروبية واللاتينية قائمة على التشجيع الجماعي وليس الفردي.
ودمجت الجماهير أكثر من أغنية للأخضر في أهزوجة واحدة، ولكن بإيقاعات مختلفة، كما استعانت بهتافاتها التاريخية “يا سعودي جينا.. والفوز بإذن الله لينا” و”الله الله يا منتخبنا… إن شاء الله تحقق أملنا” و”العب يا سعودي جمهورك وراك.. هز الملعب كله الليلة ليك”.
أجواء خيالية
ويوضح المشجع السعودي عبد الرحمن الحربي أن الأجواء الجماهيرية في مباراة بلاده وعُمان كانت خيالية وأكثر من رائعة، حيث أعادت إلى الأذهان البعض من أجواء كأس العالم 2022 في قطر.
ويقول الحربي للجزيرة نت إن الجماهير السعودية والعُمانية أخوة، والأجواء بينهما قبل وخلال وبعد المباراة كانت مميزة للغاية، في ظل المناوشات الرياضية خفيفة الدم والتي سادتها روح الدعابة، مثل ” واحد، اثنين، الحلوى راحت فين” و”واحد، اثنين، الكبسة راحت فين”.
“الجمهور السعودي منحة للبطولة إذ يقدر بنحو 30 ألف مشجع” بهذه الكلمات وصف الحربي الأعداد الهائلة من السعوديين الذين حضروا البطولة، مشيرا إلى أنه وصل يوم 11 يناير/كانون الثاني الجاري، وحضر المباراة الافتتاحية، وحجز مقعدين عودة يوم 10 فبراير/شباط المقبل، مقعد له والآخر لكأس البطولة، في إشارة إلى حصول المنتخب السعودي على كأس آسيا.
أما المشجع السعودي حسين علي -الذي لم ينم منذ 24 ساعة لحضور مباراة بلاده أمام عُمان- فيرى أن هناك تفاهما كبيرا بين الجماهير السعودية والعُمانية، وهو ما ظهر في التلاحم سواء قبل أو بعد المباراة برغم الأجواء المثيرة التي عاشتها الجماهير في الملعب حتى الدقائق الأخيرة.
ويقول حسين للجزيرة نت إن الأجواء الجماهيرية قبل المباراة كانت جميلة، ولم يكن هناك أي تعصب، وإنما كانت هناك هتافات رياضية تعبر عن المحبة بين الجماهير، ومنها “الأخضر ما يمشي” و”الأحمر ما يمشي”.
الأجواء الجماهيرية المميزة استمرت في ملعب المباراة، حيث دعمت كل جماهير منتخبها ولاعبيها حتى نهاية المباراة، والكل خرج في ود بغض النظر عن النتيجة، وفقا للحربي الذي تمني تأهل الفريقين للدور الثاني ومواصلة مشوارهما في البطولة حتى المراحل المتقدمة.
حسين المقيم بمدينة الإحساء السعودية، استغرق ساعتين حتى يصل الدوحة، حيث خرج من عمله مباشرة ليلحق بالمباراة، على أن يعود ليستعد للعمل اليوم التالي، يقول إن هذه الرحلة سيكررها مع كل مباراة للأخضر في البطولة حتى يصل إلى النهائي الذي يأمل وجود بلاده فيه وحصد اللقب.
صنعت الحدث
في المقابل، برزت الجماهير العُمانية بأهازيجها وأغانيها المميزة التي ضج الملعب بها، حيث ظلت ترددها منذ بداية المباراة وحتى نهايتها دون توقف عن التشجيع والمساندة حتى في الأوقات الصعبة.
السلام والمحبة والأخوة في كل مكان، شعار رابطة المنتخب العماني التي تستخدمه في التشجيع عبر العديد من الأغاني والأهازيج المميزة التي تدل على تراث وشخصية العماني، وأشهرها شعارات “سيفين وخنجر عُمانية” و”العُماني لا تلعب وياه” فضلا عن الاعتماد على فنون عمانية تراثية مثل فن الرزحة والمديما والشوباني.
ويعتبر المشجع العماني عبد الرحمن العامري أن الأهازيج العمانية والسعودية هي الأبرز في التشجيع بملاعب كرة القدم، حيث يملك كل منهما نمطا مميزا في الدعم والمساندة خلال المباريات، وخاصة العمانية بهتاف “سيفين وخنجر” و”العماني لا تلعب وياه”.
ويقول العامري للجزيرة إن الجماهير العمانية والسعودية صنعت الحدث خلال مباراتهما بافتتاح مشوارهما في البطولة الآسيوية، بالأهازيج وأغاني الدعم، فضلا عن اللُّحمة قبل المباراة والمناوشات الرياضية في الهتافات المتبادلة صاحبة الدعابة.
ويضيف أنه رغم المنافسة في الملعب وتقلب النتيجة، فإن جماهير الفريقين بالأهازيج والأغاني الخاصة ظلا يدعمان منتخبيهما سواء كان خاسرا أو فائزا، حتى انتهت المباراة وخرج الجميع في ود ومحبة، والخاسر يهنئ الفائز، والفائز يتمنى التوفيق للخاسر في القادم.
ويقول العامري: وصلت الخميس الماضي وحضرت حفل الافتتاح ومباريات المنتخبات العربية، وسأغادر بعد غد الخميس، على أن أعود من جديد لحضور المباراتين المقبلتين لمنتخب بلادي، والجماهير العمانية التي حضرت إلى الدوحة تقدر بنحو 15 ألف مشجع.
أما المشجع العماني علي البلوشي فيؤكد أنه لم يتوقع حضور هذا العدد الكبير من الجماهير العمانية، إلا أن وجودهم مع الجماهير السعودية منح مباراة المنتخبين أجواء مميزة، مثلما كانت الأجواء في كأس العالم قبل عام من الآن.
ويقول البلوشي للجزيرة نت إن الأجواء بين جماهير عُمان والسعودية كانت جميلة، خاصة أن هناك تلاحما مميزا بين جماهير البلدين كونهما من الشعوب العربية والخليجية و”الرياضة تجمعنا بمحبة وروح رياضية”.
ويضيف أنه ينوي المكث في الدوحة طوال فترة البطولة، من أجل دعم ومساندة منتخب بلاده وكذلك كل المنتخبات العربية المشاركة بهذا الحدث “كوننا أخوة وعربا”.
ويختم المشجع العماني بالقول “استمتعت كثيرا بهتافات الجماهير المتبادلة والمناوشات الصحية وخفة الدم بينهما قبل المباراة، فقد كانت ممتعة مثلما كانت المباراة تماما، وتلك هي حلاوة الكرة في التشجيع والارتجال بين الجماهير”.