الشاعر الجامايكي الفائز بجائزة “تي إس إليوت” يجدد رفضه الحرب على غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 9 دقيقة للقراءة

حرص الشاعر الجامايكي جيسون ألين بيسانت على إعلان موقفه الرافض للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال تسلمه جائزة “تي إس إليوت” -إحدى أعرق الجوائز البريطانية- في الحفل الذي أقيم في العاصمة لندن.

ووفقما نشرت صفحة الجائزة على منصة “إكس” الاثنين، “أعلن جيسون في حديثه أثناء استلام الجائزة عن رفضه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، التي شغلته وشغلت الكثير منا خلال الأشهر القليلة الماضية”.

ولم يكن موقف الشاعر الجامايكي خلال ما يوصف بأنه أكبر حدث شعري سنوي في المملكة المتحدة، الأول الذي يعبّر فيه عن تضامنه مع فلسطين، بل سبق أن أعلن دعمه للدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن ممارسة إسرائيل “الإبادة الجماعية” في غزة.

وفي 11 يناير/كانون الثاني الجاري كتب على صفحته بمنصة إكس أن “حكومة جنوب أفريقيا تمنح الناس الكثير من الأمل والحياة الآن من خلال شجاعتها. سوف ينظر إليها التاريخ بشكل إيجابي للغاية”.

وفي اليوم نفسه، أعاد ألين بيسانت نشر تغريدة لناشطة فلسطينية تطلق على نفسها “صوت غزة”، كتبت فيها “لقد كبرت 20 عامًا.. في الـ97 يوما الماضية! لقد رأيت كل أهوال هذا العالم. لو كنت قرأت في الكتب عما يحدث لنا لما صدقت أن هذا صحيح”.

وفي 12 يناير/كانون الثاني الجاري، أعلن الشاعر تضامنه مع ناشط يدعى مارك هيبدان ناقد لقناة “بي بي سي نيوز” لتحيزها لإسرائيل، فأعاد ألين بيسانت نشر تغريدته التي تقول “لقد شغلت للتو قناة بي بي سي نيوز وهي تبث الدفاع الإسرائيلي في لاهاي على الهواء مباشرة. لم تبث دقيقة واحدة من قضية الادعاء على الهواء مباشرة أمس. أنتم من جانب واحد تدعمون الفصل العنصري في العار”.

وفي 7 يناير/كانون الثاني الجاري وبعد استشهاد حمزة الدحدوح نجل مدير مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح بقصف إسرائيلي، كتب ألين بيسانت “إن ذبح عائلة هذا الرجل على مراحل هو مجرد وجه واحد من وجوه العنف الهمجي الذي تمارسه دولة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. لا أستطيع أن أرى كيف يمكن للأكاديميين الكبيرين في مجالي “ما بعد الاستعمار” و”إنهاء الاستعمار” أن يظلوا صامتين في مواجهة هذا”.

جيسون ألين بيسانت.. الشاعر الجامايكي

وفاز الشاعر الجامايكي جيسون ألين بيسانت بجائزة “تي إس إليوت” البريطانية لهذا العام عن مجموعته الشعرية الثانية “بورتريه ذاتي مثل عطيل”، وهي مجموعته التي تستكشف ذكورة السود وهوية المهاجرين.

وتم الإعلان عن فوز الكاتب والأكاديمي البالغ من العمر 43 عاما بجائزة قدرها 25 ألف جنيه إسترليني خلال حفل أقيم في مجموعة والاس في العاصمة البريطانية لندن.

وقالت لجنة التحكيم المكونة من الشعراء بول مولدون وساشا دوجديل ودينيس سول، إن: “بورتريه ذاتي مثل عطيل” هو كتاب ذو طموحات كبيرة يقابله قدرة خيالية كبيرة ونضارة وذوق فني.

وأضافت لجنة التحكيم “كما يوحي عنوان المجموعة الشعرية، يتم تقديم الشعر بطريقة مسرحية وبمجموعة من الأصوات والتسجيلات عبر المناطق الجغرافية والعصور. يتطلب الأمر شجاعة حقيقية لإنجاز عمل مثل هذا بهذا الأسلوب والنزاهة. نحن واثقون من أن “بورتريه ذاتي مثل عطيل” هو الكتاب الذي سيعود إليه القراء لسنوات عديدة”.

وفي “بورتريه ذاتي مثل عطيل”، يربط ألين بيسانت بين عطيل شكسبير -وهو جنرال مغاربي يُعامل غالبًا على أنه دخيل في البندقية- وتجارب المهاجرين السود اليوم.

وتتنقل قصائده بين جامايكا وبراغ وباريس وأكسفورد من بين أماكن أخرى، وهو ينسج سطورًا من الفرنسية والعامية الجامايكية والإيطالية والألمانية.

ويقيم ألين بيسانت في ليدز مع زوجته وطفليه، ويدرّس النظرية النقدية والكتابة الإبداعية في جامعة مانشستر، وصدرت مجموعته الأولى “التفكير في الأشجار” عام 2021، وسيتم نشر كتابه “مسح الأدغال” العام الجاري.

وقال الحكام إنهم تلقوا ما مجموعه 186 طلبًا من ناشرين بريطانيين وأيرلنديين. ومن بين الشعراء الآخرين الذين وصلوا إلى القائمة المختصرة المكونة من 10 شعراء لجائزة هذا العام: كيت فان عن “قارئ سحابة الحبر” وجين كلارك عن “تغيير في الهواء” وشارون أولدز عن “بالادز”.

وتأسست جائزة “تي إس إليوت” في عام 1993، ومن بين الفائزين السابقين بها تيد هيوز، ودون باترسون، وكارول آن دافي، وأوشين فونج. أما الفائز بالجائزة لعام 2022 فهو أنتوني جوزيف عن مجموعته “السوناتات لألبرت”.

“تي إس إليوت”.. شاعر “الأرض الخراب”

أما عن صاحب الجائزة، فقد عاش توماس ستيرنز إليوت (تي إس إليوت) في الفترة من 1888 إلى 1965 بمدينة سانت لويس في ولاية ميسوري، وهو شاعر وناقد ومسرحي إنجليزي من أصل أميركي.

تخرج تي إس إليوت من جامعة واشنطن بمدينة سانت لويس، ثم التحق بجامعة هارفارد، وتخرج مِنها عام 1910، ثم انتقل إلى باريس، ودرس الأدب الفرنسي والفلسفة في جامعة السوربون.

عاد بعدها إلى جامعة هارفارد للدراسة العليا في الفلسفة وعلم النفس، ثم التحق بجامعة مابرغ الألمانية عشية الحرب العالمية الأولى، وسُرعان ما انتقل إلى جامعة أكسفورد لدراسة الفلسفة الإغريقية.

كانت قصائد إليوت قليلة للغاية، وهذا لا يتناسب مع مكانته العالمية. ومن الواضح أنه كان يركز على النوعية، فقد بنى شهرته العالمية على قصائد معدودة، وكان يكتب قصيدتين أو ثلاثا في العام، لكن هذه القصائد كانت مدهشة ومميزة، وكل واحدة تعدّ عالما شعريا متكاملا ومنظومة أدبية فريدة بحد ذاتها.

في عام 1915، ظهرت أولى قصائده “أغنية حب ج. ألفريد بروفروك” في مجلة “شِعر” الأميركية. وفي العام نفهس، تزوّج فتاة إنجليزية تُدعى فيفيان هيغ. اشتغل سنة بالتعليم، ثم انتقل إلى العمل في مصرف لويد في لندن عام 1917.

وفي عام 1927 أصبح من أتباع الكنيسة الإنجيلية، وحصل على الجنسية البريطانية. وفي عام 1932، صار أستاذا للشّعر في جامعة هارفارد. توفيت زوجته عام 1947، وبعدها بسنة حصل على وسام الاستحقاق وجائزة نوبل للآداب (1948).

نشر إليوت مجموعته الشعرية الأولى “بروفروك وملاحظات أخرى” عام 1917. وفي هذه المجموعة تتجلى تأثيرات الرمزية الفرنسية.

وفي عام 1922، نشر إليوت قصيدته “الأرض الخراب”، وهي تعد بإجماع النقاد أعظم أعماله الشعرية على الإطلاق، والقصيدة التي جَلبت له الشهرة العالمية.

وقد كُتبت القصيدة في فترة انهيار زواج إليوت، وهي تعبر عن خيبة أمل جيل ما بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وانهياره الروحي وانكساره المادي، وتصور عالما كابوسيا مليئا بالخوف والضياع والموت.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية + مواقع التواصل الاجتماعي

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *