القيادة المركزية الأميركية تعلن إسقاط صاروخ حوثي جنوبي البحر الأحمر

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

سلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الضوء على مدى القوة التي تتمتع به جماعة الحوثي في اليمن، مع دخولها مواجهة عسكرية مع الجيش الأميركي في أعقاب الغارات الأميركية والبريطانية الأخيرة.

وتشير الصحيفة إلى أن “الضربات الأميركية تمنح الحوثيين في اليمن العدو الذي طالما سعوا إليه” بينما باتت الجماعة الآن “أقوى من أي وقت مضى”.

وتحاول جماعة الحوثي “إكمال التحول الذي دام عقدين من التمرد القبلي المتشرذم إلى الحكام الشرعيين لبلادهم”، وذلك “من خلال تعطيل الشحن الدولي وإثارة الضربات العسكرية الأميركية”.

وأدت عشرات الهجمات على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر “والرد الجريء على الغارات الجوية الأميركية والبريطانية” إلى تمكين الحوثيين من إظهار تضامنهم مع الفلسطينيين، وتقديم أنفسهم لاعبا دوليا”، وفقا لتقرير الصحيفة. 

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا، الخميس والجمعة، عشرات الضربات على أهداف لجماعة الحوثي في مناطق خاضعة لسيطرتها في اليمن.

وأظهرت صور أقمار صناعية آثار الدمار الذي خلفته الضربات التي شملت منشآت ومواقع عسكرية من ضمنها مطارات صنعاء والحديدة وتعز، وكذلك منشأتين صغيرتين تقعان على طول الساحل جنوب الحديدة في اليمن، وفقا لشركة “ماكسار تكنولوجيز”.

وقالت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، السبت، إن القوات الأميركية شنت “غارة جوية على موقع رادار تابع للحوثيين في اليمن”. وأعلنت أن الضربة نفذتها سفينة “يو أس أس كارني” باستخدام صواريخ “توما هوك”، مشيرة إلى أن هذه الضربة متابعة “لهدف عسكري محدد مرتبط بالضربات التي تم شنها الجمعة”.

وذكرت “سنتكوم” أن هذه الضربات تهدف لـ”إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن، بما في ذلك السفن التجارية”.

في المقابل، كشف متحدث عسكري باسم الحوثيين أن “73 ضربة أدت إلى مقتل خمسة من عناصر الحركة وإصابة ستة”، مضيفا أن تلك الهجمات لن تمر “دون رد ودون عقاب” وأن الحركة ستواصل استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل. 

بعد الضربة المشتركة.. هل سيرتدع الحوثيون عن هجماتهم؟

بعد تحذيرات متلاحقة لوقف أعمالهم العدائية بالبحر الأحمر، نفذت قوات أميركية وبريطانية، ضربات استهدفت بنيات تحتية عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، لدفع الجماعة المسلحة لخفض تصعيدها، وحماية حركة الملاحة والتجارة التي تضررت جراء هجماتها على السفن التجارية بهذا الممر البحري الحيوي.

 

وتعد الضربات الغربية “أحدث علامة على أن الصراع الناجم عن الحرب الإسرائيلية في غزة يتسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث بات البحر الأحمر نقطة اشتعال جديدة بين واشنطن ومختلف الجماعات المدعومة من إيران”، وفقا لوول ستريت جورنال.

وخرج الحوثيون “أكثر جرأة”، وفقا للصحيفة، من الصراع مع السعودية ودول عربية أخرى، الذين تدخلوا في الحرب الأهلية اليمنية عام 2015، بعد أن استولى المتمردون على العاصمة صنعاء.

بعد الضربات على الحوثيين.. واشنطن تعلن تسليم “رسالة بشكل خاص إلى إيران”

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم السبت، إن بلاده سلمت رسالة بشكل خاص إلى إيران بشأن حركة الحوثي المتحالفة معها والتي تشن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وعززت إيران إمداداتها من الأسلحة والتدريب للحوثيين، مما جعلهم في توافق عام مع طهران، وإن كان ذلك بشكل أقل من بقية الجماعات مثل حزب الله اللبناني، بحسب الصحيفة.

وفي حين وصف الرئيس الأميركي جو بايدن المتمردين الحوثيين بأنهم “إرهابيون”، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، الجمعة، إن “الولايات المتحدة لا تريد الحرب مع اليمن لكنها لن تتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات”.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن “الأمر الأكثر أهمية أن المواجهة الأخيرة عززت شعبية الحوثيين في اليمن والمنطقة، في حين صرفت الانتباه عن تحديات الحكم في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها الجماعة”.

وفي تجمع حاشد، الجمعة، هتف عشرات الآلاف من الأشخاص الذي تظاهروا احتجاجا على الضربات، ضد الولايات المتحدة، ووصفوها بأنها “عدو” لهم.

إليزابيث كيندال، خبيرة شؤون الشرق الأوسط، رئيسة كلية غيرتون بجامعة كامبريدج،  قالت إن “الحوثيين معتادون على استمرار الضربات الجوية العنيفة ويعرفون أن الولايات المتحدة لن تصعد لأنها لا تريد نشر قوات على الأرض أو زيادة تأجيج التوترات الإقليمية”.

وأضافت أن هذا يجعلهم الآن “أبطالا”، مشيرة: “ليس لديهم سبب حقيقي للتوقف ولديهم قدر كبير من التسامح مع وقوع ضحايا (في صفوفهم)”.

“أعز تطلعات الحوثيين”

وتقول “وول ستريت جورنال” إن المواجهة مع واشنطن مثلت منذ فترة طويلة طموحا للحوثيين الذين يتبنون عقيدة معادية للولايات المتحدة.

وقال رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، إن فرصة مضايقة الولايات المتحدة والتعامل المباشر مع الجيش الأميركي “أعز تطلعات الحوثيين”.

وأضاف أنه مع اكتساب محادثات السلام مع السعودية زخما، تبحث الجماعة عن مبرر جديد لإبقاء الحرب، مردفا: “سيتحول هذا الصراع إلى معركة أبدية مع المجتمع الدولي”.

وتتوقع كيندال أن تكون الضربات الأميركية نقطة تحول في الصراع الذي سيستخدمه الحوثيون لتأجيج المشاعر. 

“توعدوا بالرّد” على الضربة المشتركة.. ماذا يملك الحوثيون في ترسانتهم؟

دبي, 12-1-2024 (أ ف ب) –  طوّر الحوثيون في اليمن الذين توعدوا الرّد على الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس-الجمعة ضد مواقعهم العسكرية، قدرات عسكرية كبيرة، خصوصاً في المجال الجوّي.

 

وقالت كاثرين زيمرمان، خبيرة مكافحة الإرهاب في معهد أميركان إنتربرايز، إن واشنطن تفاجأت في بعض الأحيان بالقدرات العسكرية للحوثيين.

والسبت، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين اثنين إن الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة، يومي الخميس والجمعة، ألحقت أضرارا أو دمرت حوالي 90 في المئة من الأهداف التي تم استهدافها، لكن الجماعة احتفظت بحوالي ثلاثة أرباع قدرتها على إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار على السفن التي تعبر البحر الأحمر.

وكان الجنرال دوغلاس سيمز، مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، قال الجمعة إن الضربات حققت هدفها المتمثل في الإضرار بقدرة الحوثيين على شن هذا النوع من الهجمات المعقدة بطائرات من دون طيار وصواريخ.

لكن المسؤولين الأميركيين، اللذين تحدثا إلى “نيويورك” تايمز، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، حذرا من أنه حتى بعد ضرب أكثر من 60 هدفا بأكثر من 150 قطعة ذخيرة موجهة بدقة، فإن الضربات ألحقت أضرارا، أو دمرت حوالي 20 إلى 30 في المائة فقط من القدرات الهجومية للحوثيين، ومعظمها يتم تركيبه على منصات متنقلة، ويمكن نقلها أو إخفاؤها بسهولة.

 

ما قوتهم الحقيقية؟.. هل تقلصت قدرات الحوثيين بعد الضربات الغربية؟

طرحت الضربات الغربية الأخيرة التي استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن تساؤلات عن مدى القدرات العسكرية التي تتمتع بها الجماعة، وعما إذا كانت هذه الضربات قد نجحت في تقليص قدراتها على شن هجمات في البحر الأحمر

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *