مصر والصين تطالبان بوقف للنار في غزة وإقامة دولة فلسطينية 

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

كشف موقع “أكسيوس”، الأحد، نقلا عن أربعة مسؤولين أميركيين مطلعين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن بدأ يفقد صبره تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، بشأن الحرب في قطاع غزة.

وقالت المصادر للموقع الأميركي إن هناك “شعورا بخيبة أمل متزايدة” تجاه نتانياهو ورفضه لمعظم طلبات الإدارة الأخيرة المتعلقة بالحرب.

ويشير الموقع إلى أنه بعد الدعم الأميركي الكامل الذي أعلنته إدارة بايدن مع بداية الحرب، باتت هناك “أدلة متزايدة الآن على أن بايدن بدأ يفقد صبره”. وقال أحد المسؤولين الأميركيين: “الوضع سيئ ونحن عالقون. صبر الرئيس ينفد”.

ويلفت الموقع إلى أن بايدن لم يتحدث إلى نتانياهو منذ 20 يوما، وتحديدا بعد مكالمة متوترة، في 23 ديسمبر، أنهاها بايدن قائلا: “هذه المحادثة انتهت”، وكان ذلك بعد رفض نتانياهو طلبا بالإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية.

وبموجب اتفاقات أوسلو، المبرمة عام 1993 بوساطة أميركية، تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية.

وبعد هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها ستحول أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية وستحجب تلك المخصصات التي ستذهب إلى قطاع غزة، الذي تسيطر عليه الحركة المدرجة على قائمة الإرهاب الأميركية.

ورفضت السلطة الفلسطينية قبول تحويل جزئي للأموال، وأصرت على استلام كامل المبالغ، وهو مصدر دخل رئيسي للسلطة.

وقال السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولين، وهو على اتصال وثيق بالمسؤولين الأميركيين لأكسيوس: “إنهم (الإدارة الأميركية) يتوسلون إلى ائتلاف نتانياهو، لكنهم يتعرضون للصفع مرارا وتكرارا”.

ويشير التقرير إلى أنه بالإضافة إلى قضية عائدات الضرائب، يرى بايدن ومستشاروه أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن نتانياهو لا يرغب في مناقشة خطط اليوم التالي للحرب بجدية، ويرفض الخطة الأميركية الخاصة بإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية ليكون لها دور في مرحلة ما بعد حماس في غزة.

ويشعر المسؤولون الأميركيون الآن “بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تفي بجدولها الزمني للانتقال إلى عمليات أقل حدة في غزة بحلول نهاية يناير”، بالنظر إلى الوضع الحالي في غزة، وخاصة في مدينة خان يونس في جنوب القطاع.

 

انقطاع الاتصالات والإنترنت في غزة.. وعشرات القتلى بضربات إسرائيلية

انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت، الجمعة، في غزة، مع مقتل العشرات في مدن بجنوب القطاع حيث يهدّد البرد والجوع حياة مئات آلاف الأشخاص في اليوم الـ98 للحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وتعليقا على ذلك، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي لموقع أكسيوس إن الإدارة “تركز على التأكد من أن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد حماس”، وتسعى إلى زيادة المساعدات لغزة “لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين” وتعمل مع إسرائيل “على تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن”.

ولفت التقرير إلى أن زيارة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الأخيرة إلى إسرائيل، أدت إلى تفاقم الشعور بخيبة الأمل داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية، حسبما قال المسؤولون الأميركيون الذين تحدثوا إلى أكسيوس.

وقال الوزير من هناك إن الأمم المتحدة ستنفذ “مهمة تقييم” لتحديد ما يجب القيام به للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة.

ووافق نتانياهو على السماح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بدخول شمال القطاع لتقييم احتياجات العودة المستقبلية للمدنيين الفلسطينيين إلى المنطقة، لكن “هذا كان كل ما كان على استعداد لمنحه لبلينكن”.

“معاناة الناس هائلة”.. طوابير ورحلات نزوح خطيرة في غزة أملا في وجبة طعام

مع مرور أكثر من ثلاثة أشهر على حرب في غزة بين الجيش الإسرائيلي ومسلحي حركة حماس فإن الأوضاع الإنسانية في القطاع الفلسطيني تتفاقم، لاسيما مع الشح كبير في الإمدادات الغذائية والمياه الصالحة للشرب، وفقا لتقرير نشرته شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.

وقال مسؤول أميركي إن بلينكن كان صريحا للغاية مع نتانياهو وحكومته، مشددا له على أن خطة الحكومة الإسرائيلية الحالية لليوم التالي للحرب هي “أضغاث أحلام”.

وأبلغ بلينكن، الذي زار الأردن والسعودية والإمارات وقطر قبل أن يتوجه إلى إسرائيل، القادة الإسرائيليين أن الدول العربية لن تقدم المساعدة في إعادة بناء غزة وإدارتها إذا لم تسمح إسرائيل للسلطة الفلسطينية بلعب دور ولم تسمح بوجود أفق سياسي للفلسطينيين.

وتبين لبينكن وفريقه بعد الزيارة أن رفض نتانياهو الإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية “يعيق الجهود الأميركية لإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية”، وفقا لمصدرين مطلعين على اجتماعات وزير الخارجية.

وقالت المصادر إن رئيس السلطة، محمود عباس، أبلغ بلينكن، في رام الله، أنه مستعد لتشكيل حكومة جديدة، لكنه أكد أنها لن تكون قادرة على العمل بدون أموال، وأن عائدات الضرائب تشكل جزءا كبيرا من الميزانية. 

ويلفت التقرير إلى أن إدارة بايدن تحاول “تغيير حسابات نتانياهو” من خلال إحياء جهود التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، وقد أخبر بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المملكة لا تزال تريد التطبيع بعد انتهاء الحرب، ولكن فقط إذا التزمت إسرائيل بمبدأ حل الدولتين، حسبما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون في وقت سابق لموقع أكسيوس.

وقال بلينكن، بعد زيارات عواصم عربية، إنه يرى “فرصا أمام إسرائيل لبناء علاقات أوثق في المنطقة” بعد حرب غزة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

السعودية وإسرائيل.. “المملكة تريد التطبيع” فهل اختلفت الشروط؟

مع بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم مسلحي الحركة في أكتوبرالماضي، أبدى مراقبون تخوفا من أن يجهض ذلك الجهود الأميركية للوساطة بين السعودية وإسرائيل للوصول إلى اتفاق تطبيع بينهما.

وبينما يؤكد المسؤولون الأميركيون أن من “المستبعد” موافقة رئيس الحكومة على صفقة تمهد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، إلا أنهم يقولون إنهم يريدون تقديم رؤية بديلة لما قد تكون حربا لا نهاية لها في غزة.

وفي الوقت نفسه، لدى واشنطن تفكير بعيد الأمد، وتبقي القنوات مفتوحة مع اللاعبين السياسيين الآخرين في إسرائيل.

وخلال زيارة الأسبوع الماضي، عقد بلينكن اجتماعا منفصلا مع ويزر الدفاع السابق، بيني غانتس، الذي تظهر استطلاعات الرأي المحلية أنه من المرجح أن يفوز بسهولة في الانتخابات الإسرائيلية إذا أجريت اليوم.

والتقى بلينكن أيضا زعيم المعارضة، يائير لابيد، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، المنافس الرئيسي لنتانياهو داخل حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو.

لكن في الوقت الحالي، يبدو أن نتانياهو “أكثر استعدادا للاستماع” إلى الوزراء اليمنيين في حكومته، وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بدلا من “ما يقوله رئيس الولايات المتحدة”، حسبما قال السيناتور فان هولين لموقع أكسيوس.

وكان الوزيران قد أدليا بتصريحات دعيا فيها إلى “تهجير الفلسطينيين” في قطاع غزة. وقال سموتريتش في مقابلة أجراها مع وسائل إعلام إسرائيلية، الشهر الجاري، إن إسرائيل يجب أن تتخذ خطوات لتشجيع هجرة غالبية الفلسطينيين في غزة إلى بلدان أخرى.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد كشفت، قبل أيام، أن زيارة بلينكن إلى إسرائيل كشفت “خلافات” بين الحليفتين “بشأن معاملة إسرائيل للفلسطينيين”، حيث أعرب الجانبان عن “وجهات نظر متعارضة حول متى يمكن للفلسطينيين العودة إلى شمالي قطاع غزة، والحصول على عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل”. 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *