أميركا تهاجم مواقع الحوثيين مجددا والجماعة تتوعد بمواصلة الرد

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

جددت الولايات المتحدة ضرباتها على أهداف لجماعة أنصار الله (الحوثيين) -فجر اليوم السبت- بعد مضي 24 ساعة على غارات مشتركة مع بريطانيا استهدفت مواقع عدة في اليمن. في حين قالت مصادر بالجماعة إنها لن تسمح بما سمته استباحة الأميركيين للبلاد، وإن “الرد على الهجمات سيكون قريبا”.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي قوله إن الضربات الجديدة في اليمن استهدفت منشأة رادار يستخدمها الحوثيون، مشيرا إلى أن الغارات أقل نطاقا بكثير من سابقتها وقد نفذتها واشنطن بشكل منفرد.

وأفاد مراسل الجزيرة في صنعاء محمد العطاب بسماع دوي انفجارات عدة، خاصة الجهة الشمالية من المدينة، بعد 24 ساعة من الضربات الأولى على مواقع للحوثيين في صنعاء ومحافظات يمنية أخرى من قبل واشنطن ولندن بهدف ما تسميانه إضعاف قدرات جماعة الحوثي على شن هجمات في البحر الأحمر.

وقال مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني -نقلا عن تصريحات مسؤول أميركي لعدد من وسائل الإعلام الأميركية- إن الضربة محدودة جدا وموجهة واستهدفت منشأة رادار في الحديدة.

من جهته، قال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين إن الجماعة لن تسمح بـ “استباحة الأميركيين اليمن وإن الرد على تلك الهجمات سيكون قريبا” مشيرا إلى أن القاعدة التي استهدفها القصف كانت خارج الخدمة.

وأضاف عامر -للجزيرة- أنهم يعتبرون وجود الأميركيين في المنطقة غير مشروع، وأنه انطلاقا من ذلك يعد استهداف الجماعة القطع الحربية الأميركية في المنطقة مشروعا.

وفي وقت سابق، وصم الرئيس الأميركي جو بايدن جماعة الحوثي في اليمن بالإرهاب، وتوعد بالرد إذا استمرت في السلوك نفسه، على حد قوله.

وأضاف بايدن أنه تم تنفيذ الضربات لردع وإضعاف قدرة الحوثيين على شن هجمات مستقبلية، وأوضح أن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات حسب الضرورة للتصدي لأي تهديدات أو هجمات.

وردا على ذلك، كتب ‏‏‏عضو المكتب السياسي لأنصار الله الحوثيين حزام الأسد على منصة إكس قائلا “تريدها واشنطن حربا مفتوحة، فلتكن”.

وقبل ذلك، جددت جماعة الحوثي تأكيدها على أن جميع المصالح الأميركية والبريطانية باتت أهدافا مشروعة لقواتها، وذلك “ردا على العدوان المباشر والمعلن على اليمن”.

 

تجنب التصعيد

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى عدم التصعيد بعد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف تابعة للحوثيين باليمن، كما حث الدول التي تحمي سفنها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى الالتزام بالقانون الدولي.

وأكد غوتيريش مجددا -في تصريحات أدلى بها المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك- أن الهجمات على الملاحة الدولية بالبحر الأحمر غير مقبولة، وتعرض سلامة سلاسل الإمداد العالمية وأمنها للخطر، ولها تأثير سلبي على الوضع الاقتصادي والإنساني في العالم أجمع.

ولاحقا، قال خالد خياري مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط بمجلس الأمن الدولي “نحن نشهد دورة عنف تهدد بعواقب سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية كبرى في اليمن والمنطقة” مضيفا أن هذه التطورات في البحر الأحمر تثير القلق كمخاطر تفاقم التوترات الإقليمية.

بدوره، أدان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الضربات الأميركية والبريطانية، ووصفها بأنها “عدوان مسلح سافر”.

لكن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد حذرت من أن سفن كل البلدان عرضة لتهديد الحوثيين على الشحن عبر البحر الأحمر.

وشددت غرينفيلد على أنه من دون دعم إيراني سيواجه الحوثيون صعوبات في تعقب سفن تجارية بفاعلية وضربها لدى عبورها مسارات الشحن.

من جانبها، اعتبرت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد أن بلادها اتخذت إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة دفاعا عن النفس.

ضبط النفس

من جهتها، دعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد بشأن العمليات العسكرية التي تعرضت لها مواقع عدة في اليمن.

وأعرب الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي -في بيان أمس الجمعة- عن بالغ القلق بشأن التطورات والأحداث الجارية في منطقة البحر الأحمر والعمليات العسكرية التي تعرضت لها مواقع عدة في الجمهورية اليمنية.

وأكد البديوي أهمية الحفاظ على الأمن البحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية، داعيا إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث، وتجنب الإضرار بالمدنيين في اليمن.

وكتب وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية خليفة الحارثي على منصة “إكس”، إن إصابة بعض السفن التجارية حركت أسلحة وطائرات العالم الغربي، بينما إبادة إسرائيل لأكثر من 20 ألف فلسطيني لم تحرك ضمائرهم حتى لإصدار بيانات لوقف إطلاق النار.

ويأتي ذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق تشكيل تحالف متعدد الجنسيات، ضمن ما أطلق عليها عملية “حارس الازدهار” وردت جماعة الحوثي بأن هذا التحالف لن يوقف عملياتها بالبحر الأحمر، التي تصفها بأنها تهدف لمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *