تظاهرات في لندن والعاصمة واشنطن تطالب بوقف إطلاق النار في غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

تخاطر الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على أهداف للحوثيين بتأجيج صراع إقليمي أوسع لا يبدو أن واشنطن ولا داعمي الحوثيين في إيران يريدونه، وفق تحليل من شبكة “سي إن إن”.

وتقول الشبكة إنه منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل والهجوم الإسرائيلي على غزة الذي أعقب ذلك، تم تنشيط ما يسمى بـ “محور المقاومة” الإيراني، وهو شبكة من الميليشيات الشيعية التي تمتد عبر أربع دول في الشرق الأوسط.

دخل حزب الله في مواجهات يومية مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وشن المتمردون الحوثيون سلسلة من الهجمات على السفن التجارية والسفن العسكرية الغربية في البحر الأحمر، وهو شريان رئيسي للتجارة الدولية.

كما شنت القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا عشرات الهجمات التي استهدفت المواقع العسكرية الأميركية في تلك البلدان.

وتجمعت شبكة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران حول هدف واحد معلن: التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وكانت مغامرة محفوفة بالمخاطر دفعت كل جماعة مسلحة ثمنا باهظا لها، وفق “سي إن إن”، وفي لبنان، خسر حزب الله ما يقرب من 200 مقاتل منذ 8 أكتوبر. وفي العراق، وجهت الغارات الأميركية ضربات كبيرة للبنية التحتية للمقاتلين المدعومين من إيران. 

وفي اليمن، لم يتضح بعد الضرر الذي أحدثته الضربات القاتلة يوم الخميس، لكن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تقولان إنهما استهدفتا مواقع يستخدمها الحوثيون لشن هجمات على البحر الأحمر، مما قد يضعف قبضة الجماعة الخانقة على طريق الشحن.

لكن تصاعد العنف جلب أيضا مكاسب لوكلاء إيران، وفق تحليل “سي إن إن” فضلا عن داعميهم في طهران. وارتفعت شعبية هذه الجماعات في المنطقة. وحسنوا صورتهم إلى حد كبير داخليا، بعد أن غرقوا في السياسة الداخلية واتهموا بمزاعم الفساد لسنوات.

وقالت ريم ممتاز، زميلة أبحاث استشارية للسياسة الخارجية والأمن الأوروبي، للشبكة الأميركية إن الحوثيون اغتنموا فرصة الحرب للتحول “من جماعة إرهابية خبيثة مدعومة من إيران تدمر اليمن إلى جماعة عسكرية فعالة تلحق الألم بالولايات المتحدة لدعم الفلسطينيين”.

وهناك مكاسب تكتيكية أخرى، ففي اليمن، لدى جماعة متمردة قوية الكثير لتكسبه من محادثات السلام الجارية مع السعودية، التي تفرض حصارا على شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون، وفق التحليل.

وتشير الشبكة إلى أن السعودية كانت متوترة بشكل واضح بشأن الهجمات الأميركية والبريطانية التي تعرض جهودها لطي صفحة صراعها في اليمن للخطر.

وفي لبنان، يبدو أن التصعيد على الحدود قد حوَّل الأزمة الاقتصادية المدمرة في البلاد، والدور الذي لعبه حزب الله في تأجيجها، إلى ذكرى فقط. 

وفي العراق، دفعت الهجمات المتجددة على القوات الأميركية والضربات الانتقامية التي شنتها الولايات المتحدة على الجماعات المدعومة من إيران الحكومة إلى تجديد الضغط لإنهاء التواجد العسكري الأميركي في البلاد، وهي الخطوة التي من شأنها، إن تمت بالفعل، أن تسعد قادة النظام الإيراني. 

لكن مع ذلك، تأجيج التوترات لا يفيد إيران إلا إلى حد معين. ويقول التحليل إنه إذا تصاعدت هذه المواجهات منخفضة المستوى نسبيا في نهاية المطاف إلى حرب شاملة مع الولايات المتحدة، فقد يواجه شركاء طهران شبه العسكريين الهلاك. 

وهذا من شأنه أن يعرض للخطر نفوذ إيران المتنامي في المنطقة، ويوجه ضربة لركيزة سياستها الخارجية، ويثير المشاكل في الداخل، حيث لا يزال النظام يعاني من الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد قبل عام، وفق التحليل.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *