وفقا لبيانات “المسح الوطني” الأميركي لعام 2018، “يحتاج حوالي 7% ممن تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر، إلى المساعدة في العناية الشخصية بهم لأشخاص آخرين”.
ورغم أن العديد من الآباء كبار السن قد يصلون إلى مرحلة تتراجع فيها قدرتهم على الاعتناء بأنفسهم، فإنهم غالبا لا يريدون قبول أي مساعدة، أو ينكرون أنهم بحاجة إلى المساعدة، “مما يجعل من الصعب على الأبناء تحديد ما إذا كان الوالدان بحاجة إلى الرعاية فعلا”؛ كما تقول الدكتورة فيث دي. أتاي، أستاذ مشارك طب الشيخوخة في كلية طب ماكغفرن بهيوستن.
لذا، قدم مجموعة من الخبراء لموقع شبكة “يو إس نيوز”، دليلا لتعريف الأبناء بعدد من إشارات التحذير والعلامات التي يجب مراعاتها لتقييم مدى قدرة الآباء المسنين على العيش بمفردهم، والخطوات التي يجب اتخاذها لضمان سلامتهم.
علامات يجب على الأبناء مراعاتها عند زيارة الوالدين المسنين
تشتمل العلامات التي يتعين على الأبناء الانتباه لها، عند زيارة الوالدين المسنين -أحدهما أو كلاهما- قبل تركه لمواصلة العيش بمفرده؛ على هذه النقاط العشر:
-
القدرة على العناية بالنفس
جنيفر أفيلا، المديرة التنفيذية لإحدى وكالات التمريض المنزلي في شيكاغو؛ توصي الأبناء بأن يكونوا “مدققين” عند زيارة الوالدين المسنين، لملاحظة أي تصرفات تدل على حاجتهما إلى مزيد من المساعدة، مثل ما ذكره “المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة” حول تمكنهما من:
- إعداد وجبات الطعام على الموقد بأمان.
- الاستحمام وارتداء الملابس المناسبة.
- نظافة المنزل وخلوه من الفوضى.
ويوضح الدكتور بول تشيانغ، المدير الطبي لنظام الرعاية المنزلية التابع لكلية الطب بجامعة نورث ويسترن فاينبرغ، في شيكاغو؛ أن أشياء من قبيل اكتشاف طعام ناقص أو قديم أو منتهي الصلاحية في الثلاجة؛ تُعد مؤشرا قويا على أن الوالد لا يعتني بنفسه جيدا، ويجد صعوبة في العيش بمفرده.
-
التحرك بأمان وثبات
عند زيارة الوالدين، تنصح الدكتورة فيكتوريا لي، بمراقبة كيفية انتقالهما من الجلوس إلى الوقوف وتنقلهما داخل المنزل؛ لمعرفة إن كانا يواجهان صعوبة في التحرك، أو يتعرضان للسقوط.
القدرة على قيادة السيارة
تحذر هيذر برينزيل، مديرة التمريض في مركز أورلاندو الصحي لإعادة التأهيل في فلوريدا؛ قائلة: “إذا كان والدك المسن من الممكن أن يتوه وهو يقود السيارة، فلا ينبغي أن يبقى بمفرده بعد ذلك؛ لأن ذلك يعني أنه يحتاج إلى رعاية في المنزل على مدار 24 ساعة يوميا”.
-
فقدان الوزن بشكل ملحوظ
بحسب الخبيرة هيذر برينزيل، “من الممكن أن يكون فقدان الوزن علامة على أن الوالدين يواجهان صعوبة في تناول الطعام بشكل صحيح، وأنهما بحاجة إلى بعض المساعدة”.
ويحذر الدكتور بول تشيانغ من الاعتماد في رعاية الوالدين على خدمات توصيل الأطعمة السريعة، أو الوجبات المجمدة؛ لأنها ليست الأطعمة الأكثر صحة لكبار السن، خاصة إذا كانوا يعانون من أمراض القلب أو السكري أو مشاكل في الكلى.
علامات على فقدان كبير للذاكرة
الارتباك وزيادة النسيان، وما يمكن أن نعتبره من هفوات الذاكرة اليومية؛ مثل وضع المفاتيح في غير مكانها، أو التجول في الخارج دون وعي وعدم القدرة على معرفة طريق العودة إلى المنزل؛ “كلها من أهم العلامات الحمراء التي يجب الانتباه إليها”، كما تقول الدكتورة إليزابيث لاندسفيرك، طبيبة الشيخوخة في سان فرانسيسكو.
-
مدى التمتع بالأمان في المنزل
تخبرنا فرانسين هوانج، الرئيسة التنفيذية لإحدى الشركات المتخصصة في توفير خدمات رعاية المسنين في لوس أنجلوس؛ أنه “في كل 19 دقيقة في الولايات المتحدة، يموت شخص مسن بسبب السقوط”. لذا تعد السلامة الشخصية مهمة للوالدين المسنين، الذين لا يقدرون على الحركة كما كانوا يتحركون من قبل. وتوصي هوانج بالتقليل من هذه المخاطر عن طريق:
- إزالة أي سجاد قد يساعد على التعثر.
- تركيب قضبان للإمساك بها في الحمام.
- التأكد من استخدام الوالدين للدرابزين عند استعمال السلالم.
- وضع موانع للانزلاق في أماكن الاستحمام، وفوق أي أرضيات ملساء.
- تجنب وضع الأشياء فوق رفوف أو في خزائن مرتفعة تحتاج لاستعمال سلم منزلي.
- التأكد من توافر الإضاءة الكافية في المنزل وعلى السلالم.
- مراجعة طبيب الوالدين لمعرفة الأدوية التي قد تجعلهما يشعران بالدوار أو عدم التوازن.
-
التغيرات في المزاج أو السلوك أو الشخصية
التحول الشامل في طريقة تفاعل الوالدين مع العالم من حولهما، يُعد أحد المؤشرات على ضرورة تعديل الوضع المعيشي لهما، وفقا للدكتورة فيكتوريا لي، اختصاصية الطب الباطني في كاليفورنيا.
كما تنوه الدكتورة إليزابيث لاندسفيرك، إلى أن هناك علامات تشير إلى حدوث تغيرات في المزاج أو السلوك أو الشخصية لدى الوالدين، مثل:
- العصبية أو اللامبالاة.
- صعوبة التركيز أو الفهم.
- الشكوى من التعب المُفرط.
- الاكتئاب والميل للوحدة.
- الصداع وتفاقم الألم المزمن.
- مشاكل الجهاز الهضمي.
-
التغير في عادات النوم
يقول نامراتا يوكوم-جان، رئيس منظمة مساعدة كبار السن بولاية بنسلفانيا، “إن التغير في عادات النوم يمكن أن يؤثر على مزاج وسلوك الوالدين وصحتهما العامة، وبمرور الوقت قد يجعل المهام العادية مستحيلة تماما بالنسبة لهما. كما يرتبط النوم غير الكافي أيضا بزيادة الوزن، ويمكن أن يؤثر على جهاز المناعة، مما يتسبب في إصابتهما بالمرض في كثير من الأحيان”.
-
القدرة على إدارة الشؤون المالية
فعدم قدرة الوالد على متابعة البريد والفواتير وغيرها من الأوراق المتعلقة بشؤون المنزل، “يمكن أن يكون من أعراض الخرف، وعلامة على أنه لا ينبغي أن يستمر في العيش بمفرده”، بحسب هيذر برينزيل. التي تنصح بمراقبة المشكلات المالية المحتملة، مثل الفواتير التي لا يتم دفعها في الوقت المحدد، أو الإنفاق غير العادي.
-
القدرة على إدارة الحالة الطبية
يوصي الدكتور بول تشيانغ بالتأكد من حصول الوالدين على الأدوية والرعاية الطبية عندما يحتاجان إليها، ومن قدرتهما على متابعة الالتزامات الدوائية، وتناول الأدوية على النحو الموصوف.