أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن الفيديوهين اللذين بثتهما فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أمس واليوم يعكسان الوضعية الميدانية والقتالية لما بعد الانسحاب الإسرائيلي من شمالي غزة.
وبثت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- اليوم مشاهد من معارك خاضها مقاتلوها مع القوات الإسرائيلية شمالي غزة.
كما بثت كتائب القسام أمس مشاهد من اشتباكات مع قوات الاحتلال جنوب حي الزيتون في مدينة غزة.
وقال الدويري -في تحليله اليومي على قناة الجزيرة- إن الفيديوهين حديثان أي أن أحداثهما وقعت ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من مناطق الشمال، ويثبتان يقينا أن المقاومة الفلسطينية موجودة بل إنها أخذت راحتها وحريتها في اختيار الهدف والتنقل، لأنه لا توجد كثافة لقوات الاحتلال ولا يوجد قصف على مدار 24 ساعة.
وأضاف أنه “بعد 96 يوما من العدوان الإسرائيلي، ما يزال المقاتلون يخرجون من بين الأنفاق ومن بين الحطام والدمار”.
وبشأن ما إذا كانت الخطة الإسرائيلية من حيث التوغل والتمركز والاستهداف لم تنجح، تحدث الخبير العسكري عن وجهة نظر عسكرية تفيد بأن الاحتلال لم يحقق أي نصر في حربه على قطاع غزة، باستثناء القتل والدمار الهائل الذي خلّفه.
ومن وجهة نظر الخبير العسكري، فهناك معطيات أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من بعض المناطق في غزة، أولها أنه حقق هدفه في تدمير مظاهر الحياة في المنطقة الشمالية من غزة، وثانيا أنه يعتقد أنه تمكن من إضعاف المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الضغوط الداخلية والانشقاقات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي والضغوط الأميركية.
غير أن الاحتلال -يضيف الدويري- لايزال لم يشف غليله من التدمير وخاصة في مناطق مثل دير البلح وخان يونس ورفح، وهو يماطل من أجل تحقيق هدفه في تدمير بقية المناطق الفلسطينية في غزة.
كما نوّه إلى أن الاحتلال قام بعمليات انسحاب من مناطق مثل التفاح ومن جباليا ومن جبل الريّس شمالي قطاع غزة، و”ما سيجري من الآن فصاعدا ستكون عمليات تدخل من أجل إنجاز مهمة، لاعتقاده وجود مقاتلين من المقاومة أو أنفاق أو محتجزين، لكنه في كل مرة يقع في مصيدة القسام”.
وبرأي الدويري، فإن نفس المعطيات التي أجبرت الاحتلال على سحب قواته من شمالي قطاع غزة ستجبره على سحبها من وسط وجنوب القطاع.
كما رجح أن يفشل الاحتلال في عملياته الحالية أو ما يسمى بالعمليات الجراحية، وقال ” إن العمليات الفرعية ستفشل”.